crossorigin="anonymous">

كيف تكون صبورا؟

تخيل نفسك في مدينة مزدحمة تقف في إشارة مرور، تنتظر أن يتغير لونها للأخضر لتسمح لك بالعبور. لقدر مر أكثر من ساعة، وأنت الآن تشعر بالانزعاج والاحباط، وتتحقق من ساعتك كل دقيقة، ثم تنظر جانبك لتجد قائد السيارة التي بجانب يغط في نوم عميق، ومن داخله قرر أن أصوات ابواق السيارات خلفه سوف توقظه عندما تفتح الإشارة.

ما الذي يميز ذلك الشخص؟ ما الذي يدور في عقله وربما دفعه للشعور بالملل والنوم بينما أنت تحترق غضبًا؟ بالتأكيد أنها قدرته على التحلي بالصبر ويقينه بأنه ليس هناك ما يمكن أن يفعله، بدلاً من الاستسلام لمشاعر الغضب والإحباط.

سواء كنت تقف في إشارة المرور، أو تسعى لتحقيق هدف طويل الأجل، فإن ممارسة الصبر يمكن أن تساعدنا في التغلب على صعاب الحياة. يمكن أن يجلب لنا راحة البال، ويساعدنا على تطوير المرونة، وتقوية علاقاتنا مع الآخرين. في هذه المقالة، سوف نستكشف أهمية الصبر وكيفية تنميته في شخصيتك.

فائدة أن تكون صبوراً

1- يقلل من التوتر والإجهاد:

عندما نكون صبورين، فإننا نتحكم في مشاعرنا ونقلل من التوتر والإجهاد الذي يمكن أن يؤثر سلباً على صحتنا العامة وعلى قدرتنا على التعامل مع المواقف الصعبة.

2- يساعد على تحقيق الأهداف

الصبر يمكن أن يساعدنا على تحقيق الأهداف الطويلة الأجل، حيث أنه يمنحنا القدرة على الاستمرار في العمل على تحقيقها حتى تحقيق النتيجة المرجوة.

3- يحسّن العلاقات الاجتماعية

الصبر يمكن أن يحسّن العلاقات الاجتماعية، فعندما نكون صبورين مع الآخرين، فإن فرصة بناء علاقة قائمة على التفاهم والصدق والثقة تصبح أفضل، كما يصبح التعامل مع مشاكل العلاقات أفضل، وتتحسن القدرة على الاستماع والتواصل مع وجود الصبر.

4- يزيد من التفاؤل والإيمان

كل الديانات تحث على الصبر. يمكن أن يزيد الصبر من التفاؤل والإيمان، حيث يمنحنا الثقة في أن الأمور ستتحسن في نهاية المطاف، أيضًا يساعد الصبر في تحمل مشقة العمل على الأهداف والفترات الصعبة في الحياة.

5- يعزز الثقة بالنفس

امتلاك الصبر أيضًا، يمكن أن يحسن الثقة بالنفس، حيث يساعد الشخص في تطوير عقلية أكثر حكمة في تقبل الصعوبات والتحديات والثبات أمامها، ويمنحنا القدرة على استغلال مهاراتنا في التفكير والتقييم للتغلب على الصعاب، لأننا لدينا بالفعل الخبرة التي تمكننا من التعامل فقط نحتاج القليل من الصبر.

6- يجعل الصبر القرارات أفضل

مجرد فكرة أن هناك قرارًا يجب اتخاذه ضاغطة، وقد تدفع الشخص لاتخاذ قرارات متسرعة، عندما نتحلى بالصبر، فإننا نتيح لأنفسنا الفرصة للتعرف على المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار الصحيح، ونتيح لأنفسنا الفرصة لرؤية تبعات القرار، ورؤية الصورة الكاملة. لاستشراء الأفق ورؤية الصورة الكاملة للموقف، وهذا يمكن أن يساعدنا على اتخاذ القرار الأكثر فعالية والأكثر توافقاً مع أهدافنا.

كيف تصبح صبورًا

الصبر هو صفة مهمة جداً في حياتنا، ويجب أن نتعلم كيفية تحسينها وتنميتها بشكل فعال، حتى نتمكن من التغلب على الصعاب والتحديات في حياتنا بثبات وثقة بأنفسنا.

1- درب نفسك على الإنتظار

اظهرت دراسة نشرتها مجلة “سيكولوجيال ساينس” أن مجرد انتظار الأشياء يمكن أن يجعلها أكثر متعةً وإثارة. ولأن عكس الصبر هو التعجل، يمكن تعلم الصبر من خلال ممارسة الانتظار لبضع دقائق قبل البدء في القيام بشيء يمنحنا المتعة، ومع تكرار هذا التمرين، يمكننا زيادة فترات الانتظار تدريجيًا حتى نتمكن من التحكم في الرغبة في البدء بالفعل على الفور وتأجيله لوقت لاحق.

2- توقف عن فعل الأشياء الغير ضرورية

أحد أسباب نفاد الصبر هو الضغط الذي ينشأ من الرغبة في إكمال المهام دون وجود وقت كافٍ. لتقليل ضغط قيود الوقت، يمكن للمرء أن يتدرب على إيقاف الإجراءات غير الضرورية والتركيز فقط على ما هو ضروري. يساعد هذا في تعلم تحديد الأولويات وإدارة الوقت بشكل أكثر فعالية ، مما يؤدي بدوره إلى اتباع نهج أكثر صبرًا وهدوءًا للتعامل مع المهام.

3- استرخ ومارس تمارين التأمل

لتحسين قدرتك على الصبر. إحدى الطرق الفعالة لتهدئة العقل وتخفيف التوتر هي التنفس العميق ببطء، ويمكن أن يساعدك هذا التمرين في التخلص من الضغوط اليومية التي قد تؤدي إلى نفاد صبرك. استرخ وركز على التنفس العميق لتخفيف التوتر والتهدئة العقلية والجسدية.

4- مارس التعاطف

في كثير من الأحيان، قد يكون شخص آخر هو سبب نفاد صبرنا. في مثل هذه المواقف ، قد يكون من المفيد أن نضع أنفسنا في مكانهم ونفهم ظروفهم. قد يكونون طفلاً أو شخصًا مسنًا يبذل قصارى جهده. يمكن أن يؤدي ممارسة التعاطف في مثل هذه المواقف إلى تغيير وجهة نظرنا وإحداث شعور بالصبر.

5- دون المواقف التي ينفد فيها صبرك

تدوين المواقف التي ينفد فيها صبرك يمكن أن يكون أداة قوية لتعلم الصبر. عندما تدون هذه المواقف، يمكنك التفكير فيها بشكل أكثر واقعية وموضوعي، وذلك يمكن أن يساعد في تخفيف الغضب والإحساس بالإحباط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحد من تأثير المواقف المماثلة في المستقبل، حيث يمكن استخدام هذه التدوينات لتذكير النفس بكيفية التعامل مع المواقف المماثلة في المستقبل بصبر وحكمة.

6- تقبل ما لا يمكنك تغييره

عند تعلم الصبر، يمكن أن تواجه مواقف خارجة عن السيطرة وتسبب انفعالات سلبية. لذلك، من المهم تقبل هذه المواقف وترك الرغبة في السيطرة على أشياء خارج السطيرة.  يمكن تركيز العقل على أفكار إيجابية بدلاً من الغضب والإنزعاج. يمكن أن يساعد قول عبارة مثل “هذا خارج عن إرادتي ولا أستطيع فعل شيء، فلماذا أغضب أو اقلق؟” في تقبل الموقف بشكل أفضل وتقليل التأثير السلبي على العقل والجسم.

في النهاية، يمكن القول بأن الصبر صفة لا غنى عنها للحكمة والنجاح. فهو يقلل من التوتر والصراعات، ويساعدنا على تحقيق أهدافنا الطويلة الأجل. ولذلك، من المهم تعلم الصبر و والتمرن عليه في الحياة اليومية، سواء بالتأمل أو التعاطف أو قبول ما لا يمكن تغييره. فعندما نمارس الصبر، نصبح أكثر قوة وثقة في أنفسنا، ونتمكن من التغلب على التحديات والمواقف الصعبة بشكل أفضل.

 

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: