مفاهيم خاطئة عن التأمل تمنعك من ممارسته

نقرأ ونسمع كثراً عن فوائد التأمل، من تقليل للاجهاد وخفض مستويات القلق، وزيادة التركيز والتفكير الإيجابي، وتحسين النوم، لكن بالنسبة للكثيرين منا تبدو عملية التأمل صعبة أو مستحيلة مع انتشار العديد من المفاهيم الخاطئة عن التأمل.نحاول في هذا المقال توضيح بعض من أهم هذه المفاهيم.

خرافات عن التأمل تمنعك من ممارسته

1- الخرافة الأولى..يلزم مكان معين أو وضعية جلوس معينة للممارسة التأمل

لعلك ستشعر بالسعادة عندما تعلم عندما تعلم أنه لا يجب أن تجلس بالطريقة التي تشاهد بها كل الصور الخاصة بالتأمل والتي تجعل العديد يعتقدون أنها عملية في غاية التعقيد، ولا يجب عليك أيضا أن تجلس في مكان معين ولا تتنفس بطريقة معينة، وكل ما عليك فعله هو أن تصل لتلك الحالة من التواصل الروحي، وتصفية العقل من الأفكار السلبية، واكتساب طاقة إيجابية، تساعدك في التعامل مع صعوبات الحياة اليومية بالمزيد من الهدوء والحكمة.

2- الخرافة الثانية.. التأمل مرتبط بديانة معينة

عندما تسمع كلمة تأمل يخطر ببالك ذبك الراهب البوذي الذي يجلس في وضع القرفصاء واضعاً كفي يديه قرب قدميه. فبالرغم من أن ممارسة التأمل تحظى باهتمام كبير في الديانتين البوذية والهندوسية؛ إلا أن جميع الديانات والثقافات فيها قيم وممارسات تشبه التأمل واليقظة الذهنية إلى حد كبير في النتيجة التي يتم يحصل عليها ممارس التأمل.

يمكن اعتباره علم، أو تقنية لتهدئة العقل وتحقيق حالة من الوعي تختلف عن اليقظة العادية، حيث يكون الإنسان في حالة يقظة لكن بدون التركيز على ما يحدث حوله، بحيث تسمح للعقل أن يصمت ولا يشتته العالم الخارجي، في هذه الحالة يكون الانسان وصل للتامل العميق، ويحصل على فوائده.

3- الخرافة الرابعة.. يجب أن تحصل على شعور محدد لتصل لحالة

قد يشعر البعض باحباط نتيجة عدم شعورهم بالشعور الذي سمعوا أو قرأوا عنه، وينموا لديهم الاعتقاد أن تجربتهم فشلت، ولكن الحقيقة هي أن تجربة التأمل تختلف من شخص لآخر، لاختلاف البشر وطبيعة حياتهم، فقد تجد شخص يعاني من مشاكل في حياته، وآخر ينعم بقدر من الهدوء والسلام النفسي، فكلام البعض عن أنك يجب أن تصل لشعور معين أو حالة معينة غير صحيح تماما.

4- التأمل طريقة للهروب من الواقع

يعتقد البعض أن التأمل هو وسيلة للهروب من الواقع، أو أن هذا هو الغرض من التأمل، لكن هذا المعتقد مخالف للحقيقة، والغرض الحقيقي من التأمل هو الرؤية الصحيحة للواقع دون التأثر بالمشاعر والأفكار السلبية، وتهدئة الضجيج داخل العقل، والتفكير المفرط الذي يتسلل لعقولنا بفعل التجارب السلبية وصعوبات الحياة.

5- يجب أن تكون هادئا لتمارس التأمل

غير صحيح تماما فالغرض من التأمل، هو أن تكون هادئا، وليس من الضروري أن تكون هادئا لتمارس التأمل، لكن ما يحدث عن البدء في ممارسة التأمل فإنك تتعرف على مصادر الأفكار المزعجة، ومع الوقت يسهل الوصول لحالة التأمل، والوصول لأقصى استفادة من التأمل.

6- الخرافة السادسة.. مممارسة التأمل عملية شاقة

يعتقد بعض الناس أنه للقيام بالتأمل يجب أن يجلس الشخص في مكان معين مع ظروف معينة وطريقة معينة للتنفس، لكن جميع البشر مارسوا التأمل لفترات معينة، وانت حينما تجلس في مكان تحبه، أو تشاهد منظر طبيعي يجلب لك الإسترخاء، أو احلام اليقظة، أو أي حالة كنت تشعر فيها بالاسترخاء وهدوء عقلك، بالطبع هذه صورة مبسطة للتأمل، لكن عند ممارسة التأمل بصورة منتظمة ستحصل على أقصى استفادة من التأمل.

لا شيء يمنعك من تجربة التأمل والإستمتاع بفوائده، فلا يوجد مكان ولا زمان ولا شيء تحتاجه للمارسة التأمل وتوجد العديد من الطرق والتقنيات لممارسة التأمل… فوائد التأمل تستحق التجربة.