crossorigin="anonymous">

مترجم: هل تتغير شخصية الانسان بتقدمه في العمر؟

دراسة حديثة اثبتت أن سمات الشخصية الانسانية ثابت والبعض الآخر يتغير مع مزيد من النضج مع مرور الوقت

عندما كان عمرى 16 عاما كنت على وشك الخروج من فترة المراهقة وكان يحيط بي الكثير من الاصدقاء واجندة مزدحمة بارتباطات اجتماعية. وكنت مجتهدة في الدراسة ومواظبة على أداء الواجبات في اوقاتها ولكن كنت اشعر بالمزيد من القلق واحيانا كنت ابكي عند لحظة المواجهة.

الآن وبعد مرور اكثر من 50 عاما ومن كثير من النواحي لا يبدو أن شيئاً تغير: منضبطة واكثر جدية في ادائي لعملي ومنفتحة على المجتمع، هل هذا يعني أن شخصيتي لم تتغير على مدار أكثر من نصف قرن؟!

الكثير منا يميلون للاعتقاد أن شخصية الأنسان ثابتة ولا تتغير خاصة السمات الاساسية التي تحدد ماهية الإنسان، ولكن وفقاً لدراسة حديثة فإن شخصية الأنسان بالرغم من كونها محددة بصفات معينة إلا انها قابلة للتغير على نحو مدهش حتى مع نفدم الإنسان في العمر.

حظيت هذه الدراسة ببيانات مذهله حيث كانت  في الستينات من القرن الماضي حيث كانت على مجموعه من المراهقين حيث طٌلب منهم مليء استبيانات على السمات الخمسة المميزة لشخصياتهم في هذه الفترة ثم طلب منهم اعادة ذلك بعد 50 عام.

 

الانفتاخ على الآخرين: الاختلاط بالناس، البهجة، التواصل الأجتماعي، أو بمعنى أصح مدى الشعور بالطاقة والحماس للانفتاح على الناس.

الانسجام: كيف انت محبوب ومساعد ولبق وطيب المعشر.

الاستقرار العاطفي أو عكسها العصابية: كيف أنت هادىء ومرتاح البال ومتحمل للقلق والغضب والغيرة والوحدة والشعور بعدم الأمان.

الإلتزام الأخلاقي: كيف أنت منظم وفعال، ومتلزم بانهاء المشروعات التي تعمل عليها، والوصول لأهدافك.

القابلية لخوض تجارب جديدة: كيف أنت فضولي و مغامر ومدى تقبلك للافكار والخبرات والعواطف الجديدة.

بعض من نتائج الدراسة كانت مثيرة للغاية حيث اظهرت السمات الشخصية للذين اجريت عليهم الدراسة قد تغيرت على مدار الخمسين عام وعدد غير قليل منهم قد تغيرت سمات شخصياتهم تغييرات جذرية للغاية.

تقول روديكا دانيال قائد فريق البحث من جامعة هيوستون ” أن بعض التغيرات في سمات الشخصية على مدار ال50 عاما كانت كبيرة جدا جدا، وأن التغيرات في الألتزام الاخلاقي والاستقرار العاطفي والانسجام كانت واضحة لكل من هم حول من اجريت عليهم الدراسة”

بالطبع هذا لا يعني أن السمات الخمسة الكبرى للشخصية تختفي أو تتبدل تمام مع مرور الوقت. يقول الباحث والمشارك في الدراسة برنت روبرتس من جامعة الينوي” أن الكثير من السمات الشخصية تظل موجودة لكن لا تظهر كما تظهر في فترة المراهقة، حث أن شخص مثلي في الستينات لا تزال لديه الفرصة بنسبة 63% ليعرف نفسه كشخصية منفحتة في الستينات.

لماذا هذه الدراسة مهمة؟ لأن تفكير الإنسان بعقلية أن شخصيته لن تتغير وأنها ثابته يدفعه بالبقاء ثابتاً في مكانه، ويفقده القدرة على النجاح والنمو، أيضاً يسري هذا النمط من التفكير على من هم حوله، قد يدفعه للتخلص من شخص لديه صفات لا يحبها لأنه يؤمن أنه لا احد يتغير.

وأوضح الباحثون أنه، لا يزال من الصعب تغيير السمات الشخصية للإنسان بطريقة عشوائية حيث أن بعضها قد يؤثر على الآخر وأنها تعمل بتوافق مع بعضها، يمعنى أنه اذا كان الشخص  لدية سمة الالتزام الأخلاقي قوية وأقل قوة في قدرته على الأنسجام أو الاستقرار العاطفي فقط يحتفظ بهذه التركيبة مع تقدمه في العمر حتى لو تغيرت بعض سماته قليلاً.

بالإضافة إلى ذلك وجدت الدراسة أن المراهقين – بفعل سنهم- يميلون لأن يكونوا أكثر إيجابية لسمات مثل الإلتزام الأخلاقي والأنسجام والإستقرار العاطفي، ولكن بعد مرور 50 يحدث نضج اجتماعي وقد تقل هذه السمات.

يقول روبرتس” هذه السمات جيدة ويجب اكتسابها، اذا كنت ترغب في التواصل مع زوجتك، وزملائك في العمل والحفاظ على صحتك”

وتتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسات سابقة أجراها روبرتس اظهرت أن تجارب الأنسان في الحياة تحدث تغير تدريجي على مدى فترات صغيرة. وهذا يؤكد نظريته أن شخصية الإنسان يحدث لها تغير تراكمي بفعل تجارب الحياة، وأن هذه التغييرات تميل في الغالب لأن تكون ايجابية ومفيدة.

لذا من الواضح أن شخصية الإنسان هي عبارة عن حالات من الإستقرار وعدم الاستقرار، وينصح روبرتس الآباء والمعلمين بمراعاة ذلك عند محاولة التاثير على الأطفال لجعلهم أكثر مسؤلية ونضجا، وأن نعلم أننا بحاجة لأن نكون اكثر صبرا مع الأطفال في مرحلة نضجهم. ويقول ” اذا كنت تقدم على مغامرة تشكيل شخصية ابنك عليك أن تنتهج نهج أكثر مرونة وتسامحا معه”

تقول داميان وحتى كبار السن الذين ربما قد يكونوا أكثر تعنتا ورفضا للتغيير يمكنهم أن يتغيروا  كما تشير هذه الدراسة، ويجب على المعالجين أو من يتعاملون معهم الا يشعروا بالاحباط أو اليأس.

تقول داميان ايضاً ان الناس الذين هم في علاقات طويلة الامد يمكنهم أن يستفيدوا من هذه الدراسة خاصة عندما يستغربون التغيرات التي تحدث في شخصية شركائهم بتقدير السمات الجيدة التي لا تزال موجودة في شخصياتهم مع تقبل التغيرات التي تحدث اشخصياتهم واحتضانها. وتقول” عندما تتزوج بشخص لأنه شخص جيد فمن المؤكد أنه سيكون شخص جيد على الدوام حسنا هذا مطمئن، ولكن في نفس الوقت من المهم استمرار الملاحظة للتغيرات حتى لا تتفاجىء بالتغيرات التي تحدث وانت غافل عنها”

في النهاية… هل أنا ساتغير؟ اتمنى ذلك على الاقل بعض التغيير. احب فكرة التخلص من توتري وقلقي مع زيادة التزامي الأخلاقي وانسجامي مع الاخرين تقدمي في العمر.. من يدري ربما اكون في سن المراهقة مع قليل من النضج.

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: