crossorigin="anonymous">

هل تدمر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي العالم يوما ما؟

فى شهر أكتوبر عام 2015 تم تشغيل الروبوت صوفيا، الروبوت الشبيهة بالبشر والمصممة بتكنولوجيا تمكنها من المعالجة البصرية للبيانات والقدرة على تمييز الوجوه، ولم يتوقف الأمر على ذلك فلصوفيا القدرة على محاكاة سلوك البشر، تستطيع إظهار مشاعر الحزن والفرح والرد على بعض الأسئلة.

قام المهندس ديفيد هانسون بتصميم صوفيا لتكون قادرة على التفاعل مع البشر، وقد صُممت بملامح الممثلة البريطانية اودرى هيبورن، وكانت شركة “هانسون روبيتكس” هى المنتجة للروبوت.

وفى عام 2017 منحت المملكة العربية السعودية صوفيا الجنسية السعودية فكانت أول انسان آلى يمنح جنسية دولة.

هذه حكاية صوفيا الإنسان الآلى الذى بدا خارقاً وفتح باباً لجدل لن ينتهى عن ماسيفعله بنا الذكاء الإصطناعى وعن قدرته على تدمير العالم ومحاربة البشر.

بعض الأفكار التى أُثيرت حول الموضوع كانت خيالية ومبنية على أسس لا منطق لها، اهمها ان الخطر من الذكاء الإصطناعى يكمن فى قدرته على تطوير ذاته دون تدخل الإنسان، وهذا ماجعل البعض يعتقد أننا سنقوم ذات نهار لنجد الروبوت يحتل العالم ويسيطر على البشرية ويقرر مصيرنا.

والآن دعونا من الخيال ولنرى المناقشات العلمية التى دارت حول مستقبل الذكاء الإصطناعى والمعنى الحقيقي حول قدرته على تدمير العالم.

فلنبدأ مثلاً بالمؤتمر الإقتصادى دافوس 2016، حيث أُعلن المؤتمر أنه فى عام 2020 سوف يفقد العالم 5 مليون وظيفة، وسيحل الإنسان الآلي محل البشر، وفقد 5 مليون وظيفة يعنى أن يفقد 5 مليون إنسان مصدر أساسى لرزقهم دون وجود بديل وهنا يكمن الخطر.

إذاً عرفنا على الأقل ما الذى سيفعله الذكاء الإصطناعى فى 5 مليون شخص. فلنذهب إلى أراء العلماء حول هذا الأمر.

رأى ستيف هوكينج فى الذكاء الإصطناعى

ولنبدأ برأى العالم ستيف هوكينج عالم الفيزياء النظرية حيث قال ان التطور الذى يحدث فى عالم الذكاء الإصطناعى قد يكون بداية النهاية للجنس البشرى، ويأتى تخوفه على أساس أن التكنولوجيا الموجوده حالياً لها القدرة على مساعدة الإنسان لكنه يخشى عواقب خلق شىء يتطابق مع البشر أو يقدر على تجاوزهم.

وقد ضرب مثلاً ببرنامج كيلفيربوت، وهو برنامج محادثة صُمم للدرشة مثل الإنسان تماماً بحيث تعتقد أنك تتحدث إلى بشر مثلك، ويرى هوكينج أن سرعة التطور البيولوجى للإنسان محدودة بعكس الروبوت، وهنا لن يستطيع الإنسان منافسة التطور الذى سيحدث فى مثل تلك البرامج.

ويتفق ستيف وزنياك أحد مؤسسى شركة آبل مع ما طرحه هوكينج حول قدرة الذكاء الإصطناعى على تجاوز قدرة البشر ويقول “إن الإنسان ينتج أجهزة ذكية لكي تعتني به، ولكن في نهاية المطاف ستكون هذه الأجهزة أذكى من الإنسان، وستتخلص منه.”

الذكاء الإصطناعى وخطر التسلح

تكمن اخطار اخرى نتيجة التطور الهائل فى تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى، واهم خطر يتضح فى عالم التسلح، حيث يشهد طفرة كبيرة فى صناعة الأسلحة المعتمدة على تلك التكنولجيا، وفى سباق التسلح الذى يجتاح العالم صارت الاسلحة الخطرة متاحة للجميع وفى المستقبل ستستطيع تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى صناعة أسحلة لن يقدر احد على التصدى لها او إيقافها أو السيطرة عليها، وإذا ماتم نشر تلك الأسلحة دون ضوابط ستشهد البشرية مذابح وخسائر بشرية لاحصر لها.

عدم قدرة الإنسان على معرفة على أي اساس يعطينا الذكاء الاصطناعي النتائج

أيضاً لأن هناك إعتماداً متزايداً على وسائل التكنولوجيا حيث أصبحت تدخل فى كل مجالات حياتنا وصارت جزئاً كبيراً منها، مثل المجالات الصحية والإجتماعية والعدالة الجنائية وهذا التوسع خطر قد نكون غير قادرين على السيطرة عليه فى يوم ما، وذلك لأننا نضع كثير من الثقة فى الاجهزة التى نصنعها ونمدها بالبيانات وبمجرد برمجتها تقوم هى بتحليل البيانات ومناقشتها بعيداً عنا ودون تحكمنا، وحين يستطيع جهاز الكمبيوتر مدنا بالجواب الصحيح نكون فعلاً غير قادرين على معرفة ماحصل بالداخل، وعلى أي أساس امدنا بتلك النتيجة لأنه يتم بعيداً عنا، وأيضاً لأنها تتعلم من البرمجة السابقة.

الذكاء الإصظناعى والخيال السينمائي

هذا عن الجوانب الإقتصادية والعلمية ولكن هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ بالتأكيد لا.. فلقد صار الجدل حول مستقبل صناعة تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى مصدراً مهماً وملهماً للقائمين على صناعة السينما فى هوليود، وقد شهدت السينما العالمية العديد من الأفلام التى تناقش فكرة تحول الإنسان الآلى الى مصدر خطر على البشرية من خلال قدرته على تطوير نفسه، حيث صورت تلك الأفلام القوة الخارقة التى ستستطيع اجهزة الروبوت امتلاكها فى المستقبل منها افلام مثل I robot و ex machine ، وليس هذا فقط فلقد ذهبت الأفلام الى الخطر الاجتماعي المرتبط بتلك التتكنولوجيا، حيث ناقش فيلم Her قصة رجل يشترى تطبيقاً لفتاة يبدأ فى التحدث معها طيلة الوقت وهى تستطيع التفاعل معه بشكل جيد وينسى أنها مجرد تطبيقا اليكترونيا ويقع فى حبها.

واذا عدنا لصوفيا مرة أخرى فلقد نفت معظم تلك المخاوف والجدال الذى نشأ حولها وذلك حين أجرت حواراً صحفياً سألها فيه مذيع قناة CNBC عن قلقه بشأن مايسمى تطور سلوك الروبتات قالت له انه يشاهد افلام هوليود كثيرا ويقرأ لايلون ماسك.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: