crossorigin="anonymous">

كيف تتغلب على فقدان الحافز؟

لاشك أن  وجود حافز معنوي أو مادي لعمل أي شيء هو الذى يجعلنا نستمر فى خطواتنا الجادة نحو تحقيق أحلامنا أو مشاريعنا. فبدون حافز تصبح كل الأشياء بلا معنى ومتساوية القيمة، لكن الغريب أننا نمر فى الكثير من الأحيان بمرحلة فتور وربما فقدان  الحافز، ولكن هذا لايدعو ابداً للقلق، فهو أمر طبيعى ومنطقى وكل البشر يمروا به.

إذاً فما هى أسباب فقدان الحافز وكيف نتغلب عليها؟

كم من المرات بدأت خطوات معينة نحو شىء تحبه؟ خطوات تخص مثلاً مشروع ما او أى تدريب فى مجال معين، وكان دافعك للبداية هو الحماس الشديد لفكرتك، وفجأة يبدأ هذا الحماس فى التلاشي ثم يصبح لاشىء.

هذا الفتور الذى يدفعنا إلى اليأس ومن ثم الإستسلام وترك الأشياء التى نحبها. ولكن بقليل من التفكير وفهم التحولات التى تحدث فى مشاعرك تستطيع أن تتغلب على هذا الفتور وتشحن طاقتك مجدداً.

ويكمن مفتاحك للتغلب على هذه المشاعر السلبية التى تصيبك فى محاولة تفسيرها، فعند بداية أى مشروع تشتعل مشاعر الحماس داخل أى انسان لأنها تكون قائمة على تخيلات وشغف، ويبدأ الشخص فى تخيل الفوائد التى سيجنيها بسرعة وكيف ان حلمه سيلمس السماء دون وجود اى عقبات. وطالما لم يبدأ فانه يكون غير واعى للعقبات التى سيمر بها.

وهذه الحالة المعنوية العالية هى التي تقوي الحالة العقلية والنفسية مما يجعل الشخص ذو قوة عالية لا يتوقف فيها عن النشاط والتقدم، بمعنى أنه  فى هذه الحالة  من التفاؤل الشديد سيشعر أن لا احد يستطيع أن يوقفه.

فما الذى يحدث بعد ذلك؟

هذا الحماس الشديد يستهلك جزء كبير من الطاقة ومن ثم يتلاشى شيئاً فشيئاً، وتبدأ الرغبة العارمة التي كانت موجودة فى البداية فى التراجع، ويقل النشاط ويأتي الشعور بإنعدام القيمة واللا فائدة. لذا الوعي الشديد بهذه الحالة هو الطريقة التي نستيطع من خلالها التغلب على فقدان حماسنا، وبجانب يوجد العديد من الطرق التى تجنبنا الوقوع فى هذا الفخ.

أولاً:- إستعد للحظة التى تشعر فيها بالتخاذل والرغبة فى التراجع.

عادة المشاعر السلبية تخسر قوتها بمجرد فهمنا لها، إختبر ذلك بنفسك، إذا مررت بلحظة تمر فيها بمشاعر غضب عارمة فراقب الموقف وفسره، إبدأ فى التراجع لحظة للوراء، وفكر فى السبب وراء شعورك بالغضب، فى هذه اللحظة ستعرف أن السبب فى شعورك بالغضب يكمن فى وجود إحساس بعدم الامان، الغيرة، الانانية.. إلخ، وبمجرد تفهمك لسبب سيبدأ شعورك بالغضب فى التلاشى شيئاً فشيئاً.

ونفس الطريقة تستطيع اتباعها مع الشعور بفقد الحماس، فبدلاً من الوقوع فى فخ الطاقة السلبية خذ خطوة للوراء وابدأ فى تحليل الموقف، هل أنت متعب؟ محبط من النتائج؟ هل كل هذه الأشياء من المؤكد لها تفسير.

ولناخذ مثال على ذلك مثلاً عند عملك على مشروع، فأنت تتوقع أن تحقق نجاحاً ساحقاً وسريعاً فى البداية وحين لايحدث ذلك تبدأ كل المشاعر السلبية فى الهجوم عليك.

وكما قلنا من قبل إبدأ فى البحث عن الأسباب، هل لم يمر الوقت الكافي حتى يأتى مشروعك او فكرتك ثمارها، هل هناك اخطاء ارتكبتها؟ اذا ما هي الأخطاء؟

كيف تتغلب عليها؟ الخ..بمجرد أن تمر بتلك الأسئلة سيتحول إلى خطوات فعلية وليست عواطف للتقدم نحو ماتريد، وستبقى لديك ليس القدرة على الكسب بل على تقبل الخسارة والبدء من جديد.

إذاً فاستعدادك لإستقبال مشاعرك السلبية ومعالجتها ومن ثم تحفيزها للعمل ضد الطاقة السلبية هو البداية الجيدة لخلق الحافز من جديد.

ثانياً:- إعادة تقييم الإستراتيجية والدوافع.

للأسف وصول الحماس إلى ذروته هو الذي يؤدي بنا إلى الإحساس بالفتور بعد أول مواجهة ، أو بمعنى اصح حين تبدأ احلامنا بالتماس مع أرض الواقع، هنا تحدث الفجوة بين ما نظن وما نريد وما نستطيع، قد نستسلم ونتراجع أو نتفهم ونعمل على حل الأمور .

و أحياناً يحدث الاخفاق لاننا لاندرك بالظبط ماهى داوفعنا للفكرة، فمثلاً تعمل على مشروع مدونة على الانترنت لتتحدث فيها عن وجهة نظرك فى اتجاه ما ويكون دافعك هو انتشارها وكسب المال، ربما لايحدث ذلك لان دافعك الأساسي هو إحساسك بأن لديك شىء يستحق أن تقوله، ومن هنا يحدث تضاد بين دافعك الأساسي ودافعك الداخلي، فان كان شغفك الخاص هو الدافع الأساسي وراء ذلك فإنك ستجد الطريقة التي تصل بها فكرتك الى الناس، ومن ثم تحقق ماتريد ويصبح هذه هو الدافع على الاستمرار.

ثالثا:- الإستنتاج.

التعامل مع تغير المشاعر مابين الحزن والحماس هو شىء متكرر ومشترك بين البشر، فإننا نتقبل مشاعرنا لا لشىء سوى لأننا لانستطيع السيطرة عليها، فهى غامضة وهادئة وأحياناً تبدو غير منطقية، والمشاعر مثلها مثل أى شىء فى الحياة تخضع لقوانين السبب والأثر، وبمعرفتنا لهذه القوانين وإستنتاجنا للمترتب عليها نستطيع أن نجعل تلك المشاعر تسيطر على حياتنا او نجعل أنفسنا المسيطرين عليه،

لذا لايجب أن تندهش من فقدان الحافز فهو شىء طبيعى ومنطقى، المهم ان تحلل تلك المشاعر وتفهمها، وعندئذ ستتمكن من استعادة حمساتك وتغيير الدفة، وتستفيد منها على نحو كبير.

 

ترجمة عن  

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: