crossorigin="anonymous">

الاكتئاب… حياة بمنظار أسود

الاكتئاب شئ غير ملموس ولكنه شديد الخطورة على الإنسان فهو مثل الوباء القاتل كما شخصه بعض العلماء، ويُعتقد أنه في العصور القادمة سوف تصبح نسبة الإصابة بالاكتئاب مرتفعة مثل الأمراض القلبية تماماً، والذي سيكون سبب عجز كثير من الناس عن الاستمتاع بمزايا الحياة، كما دلتنا الدراسات العلمية على نسبة الاكتئاب في العالم والتي قدرت بنسبة 25% من النساء و5% من الرجال مصابون بمرض الاكتئاب.
وهناك فرق بين الاكتئاب المؤقت والذي يظهر في أعراض الحزن وضيق المشاعر لفترة قصيرة ثم تعود للحياة بروح الأمل من جديد، وهذا الأمر نتعرض إليه جميعاً في كثير من مواقف حياتنا اليومية، وبين الاكتئاب كمرض مصاحب لك وهذا ينتج عن خلل بعض المواد في الجسم وتظهر أعراضه بسهولة عن طريق المواقف البسيطة مثل فقدان وظيفة وتشتد أعراضه فيطول أمده.

أعراض مرض الاكتئاب:

  • حدوث اضطرابات عقلية تؤدي إلى صعوبة التركيز في الأعمال اليومية.
    القلق بصورة مستمرة أثناء الليل وعدم أخذ القسط الكافي من النوم.
    البكاء المستمر يومياً وضيق التنفس.
  •  نقص الوزن وقلة نسبة الطعام المتناولة يومياً.
  •  الرغبة في البعد عن الناس وعدم الاختلاط بالحياة الاجتماعية.
  • التعب من بذل أقل مجهود وصعوبة التنفس.
  • الإصابة بالإحباط الشديد والشعور دائماً بالوحدة.
  • الإصابة بآلام جسدية ليس لها علاج طبي.
  • عدم القدرة على الاهتمام بالأشخاص أو الأشياء المهمة.
  • توجيه اللوم على النفس عند التفكير في مواقف الحياة.

رغم كل هذه الأعراض التي نعلمها إلا أن كثير من الناس المصابون بمرض الاكتئاب يمتنعون عن تلقي العلاج، ولا يعلمون مدى خطورة استمراره على صحتهم فهو مرض مثل باقي الأمراض المدمرة للصحة الإنسانية، مثل مرض القلب ومرض السكر وغيرها من الأمراض المنتشرة.

كيف تخرج من الاكتئاب؟

سنناقش هنا بعض الوسائل التي تساعدك في التخلص من الاكتئاب تماماً، ولكن لا نغفل أن بعض حالات الاكتئاب تحتاج إلى تدخل طبي ولا تكفي هذه الوسائل لشفائها.

الوسيلة الأولى: من أول وسائل علاج الاكتئاب والتي لا يجب أن نغفل عنها هي الصلاة والدعاء لله، فالله قادر على شفاء الإنسان من أي أمراض دون الحاجة لأي وسيلة أخرى.

الوسيلة الثانية: تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في أفكارنا، فأساس أفكارك هي التي يُبنى عليها مسار حياتك والتي تتعلق بكل أنشطتك وعلاقاتك اليومية، ومن هذه المفاهيم ما يلي:
أريد الوصول إلى النجاح لكن لابد أن أسعى إليه بنفسي.
لابد أن أحظى بحب وود الناس من خلال علاقتي الصالحة بهم وصدق مشاعري.
لكل فعل رد فعل فاحترامي للناس يعني من الواجب احترامهم لي.
يجب ألا أهتم بأي قلق أو حزن وأكون راضياً بما كتبه الله.

الوسيلة الثالثة: انتبه إلى التفكير بحكمة عندما تواجه مشكلة ما سواء كانت عائلية أو عاطفية، فعادة تصطدم بواقع لا تتوقعه وبالتالي تعجز عن تقبله فتتصرف بطريقة عشوائية تؤدي إلى أخطاء في النهاية نتيجة بداية فكر خاطئ ومهما بذلت من محاولات لا تتمكن من حل مشكلتك.
وقد تم تحديد بعض الأخطاء التي يقع فيها الإنسان والتي تؤدي في النهاية إلى الاكتئاب، يجب أن تقرأها بعناية لتتجنب حدوثها ومن ثم تجنب الاكتئاب وهي:

التعميم في التفكير:

فمثلا عندما تمر بتجربة ما في حياتك فاشلة تحكم على حياتك كاملة بفشلها مثل رسوبك سنة في دراستك قد تقول أنا فاشل فهذا التفكير خاطئ، فعند مرورك بتجربة فاشلة لا يجب تعميم الفشل على حياتك بأكملها.

التركيز على الجوانب السلبية:

في معظم الأحيان عندما تمر بتجربة ما توجه كل تركيزك على الجانب السلبي منها فقط، وهذا يجعلك ترى الحدث بأكمله سلبي كأنك وضع نقطة حبر في كأس ماء ترى الحبر عكر الماء بأكملها، فلابد من النظر للحدث بشكل كامل من جميع نواحيه لتجنب الغضب والاكتئاب من حدوث الجانب السلبي.

التفكير الكارثي:

ذلك التفكير الذي يوجهك لتوقع حدوث الأسوأ في حياتك دائماً، فهذا يصيبك باكتئاب حاد، فلابد من التفائل والأمل في حياة أفضل.
التفكير الشخصي: هو اتجاه فكرك دائماً لتفسير الأحداث بمنظور شخصي سلبي، فمثلا عندما يأمرك مدير الشغل بقضاء عمل معين فتقول هو ينتقدني هو لا يحبني هو لا يحترمني فكل هذه الأقول توجه اللوم إلى نفسك، وهذا يدل على ضعف ثقتك بنفسك ويدخلك في عالم من الاكتئاب الدائم.

ربط أحداث المستقبل بالماضي:

من خطأ التفكير أن تربط حدث سئ مررت به في الماضي بالأحداث المستقبلية، فمثلا إذا حضرت حفلة في الماضي ولم تستمتع بها فتمتنع عن حضور أي حفلة أخري في المستقبل على أساس ما مررت به في الماضي، فتظل الذكريات السيئة تراودك ومن ثم الوصول لحالة الاكتئاب.

الوسيلة الرابعة: الوعي بأهمية ما نملكه وما وهبه الله لنا بدلا من التفكير فيما لا نملكه وما نتمنى، فلو تأملت ما حولك من نعم لوجدت فيها راحتك وسعادتك مثل امتلاك الأصحاب والصحة، فقد تواجه فقير لا يمتلك حذاء ورغم ذلك يشعر بالرضي فهذه هي السعادة الحقيقية.

الوسيلة الخامسة: البحث عن طرق بناء حياة مستقرة حياة لها معنى، التفكير في نشأة الأحداث التي تترك أثر جميل في النفوس، فقد تحكم على نفسك بالسعادة المؤقتة مثل السعادة بحفلة قضيتها أو نوع من الطعام تناولته ومن ثم انتهاء السعادة عند هذه الأوقات وهذا تفكير خاطئ، فيجب بناء سعادة أبدية في الحياة خالية من الاكتئاب.

الوسيلة السابعة: يمكنك الابتعداد عن الاكتئاب عن طريق التعبير عن مشاعرك بالكتابة أو الرسم، فوصفك للمشاعر بالقلم يخفف من الحزن والاكتئاب، بعد تجريبك لهذه الوسيلة ستجد روح الأمل والحيوية عادت لك من جديد.
في النهاية اتباع هذه الوسائل السابقة يساعدك في التخلص من معكرات حياتك، وتزيد فاعليتك على خلق حياة سعيدة مليئة بالأمل والتفائل.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: