crossorigin="anonymous">

هل الابداع موهبة ام مهارة؟

هل أنا مبدع ؟

قبل أن نجيب عن ذلك السؤال الذي أردت أن اضعه عنوانا لمقالي الجديد والذي أخذ مني الكثير من البحث والتفكير حتي أجد إجابة مقنعة عنه لابد وأن نتناقش سويا في مفهوم الإبداع نفسه، فلقد قرأت العديد من التعريفات  التي تحاول شرح ماهية الإبداع ومن تلك المفاهيم والتي تعد أبسطها وأكثرها شيوعا هي أن الإبداع هو “العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ”  ولكن بالبحث نجد أن هناك عدة تعريفات أخري تعد أكثر شمولا وإتساعا من ذلك المفهوم السابق للإبداع ومن تلك التعريفات هو التعريف الذي جاء في الكتاب الأول من سلسلة الإبداع للدكتور علي الحمادي والذي قال أن الإبداع هو هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله”

وهو مفهوم أوضح وأكثر إتساعا من سابقه ويمكن الإعتماد عليه في الحديث عن الإبداع في هذه المقالة.

الإبداع موهبة أم مهارة؟

من أكثر الأسئلة التي بحثت لها عن إجابة هي هل الإبداع موهبة تولد معنا منذ الصغر ولا سيطرة لنا عليها  ولا نستطيع تكوينها وتطويرها بأنفسنا أم أن هذا الإبداع يمكن أن يكون مهارة يمكن لأي منا أن يعتادها ويمارسها ككثير من العادات الأخري في حياتنا مثل القراءة وممارسة الرياضة البدنية بمختلف أشكالها ؟

ومن خلال القراءة والبحث عن الإجابة إكتشفت شيء غريب هو أن معظم المبدعين في أي مجال كالرياضة والفن مثلا كانو قبل ذلك مجرد أشخاص عاديين مثلي تماما، ولكن لكن منهم نقطة تحول في حياته جعلته أكثر مرونة ورغبة في التغيير والتفوق علي قرنائه في نفس المجال، وهو ما دفعه للإنغلاق علي نفسه لفترة معينة والخروج بعدها بفكرة أو طريقة تنفيذ مبتكرة جعلت منه محط أنظار كل من حوله …. إذا هذا التحول في الشخصية يثبت شيئا واحدا هو أن الإبداع والإبتكار قرار داخلي أكثر منه موهبة فطرية تولد بداخلنا، وأننا حالما نأخذ هذا القرار يكون بإمكاننا تغيير حياتنا للأفضل وحياة من حولنا، فلم أعد ارتكن إلي ذلك العذر القائل بأن المبدعين هما خلق مختلف ومميز عن عامة الناس لأن ذلك في الغالب هو عذر الكسالي والروتينين ممن لا يرغبون في تجربة أي شيء جديد ويخافون من الفشل ومن نظرات الإستغراب ممن حولهم.

كيف تتحول إلي شخص مبدع :

بعد ما تعرفنا علي مفهوم الإبداع وتأكدنا سويا أن هذا الأبداع هو عادة يمكننا ممارستنا حتي تصبح جزءا أصيلا من شخصيتنا وطريقة تفكيرنا نحو الأمور والمشكلات بقي لنا أن نتعرف علي كيفية تحولنا إلي أشخاص مبدعين وفارقين في حياتنا العملية والإجتماعية وقد حاةلت في هذه المقالة أن أجمع لك بعض تلك العادات التي يجب أن تواظب عليها وتمارسها بشكل متكرر حتي تتحول إلي شخص مبدع ومبتكر في مجالك وفي حياتك عموما :

  • إبحث عن الطرق والحلول البديلة ولا تكتفي بحل واحد دائما، فهذا سيعود دماغك علي التفكير بأكثر من طريقة ومحاولة حل الأمور بأشكال مختلفة بعيدة عن الحلول النمطية المتكررة .
  • يجب أن تكون صاحب إرادة وتصميم علي الوصول لمرحلة الإبداع في التفكير ولا تدع نفسك فريسة للروتين والمألوف.
  • ضع لنفسك أهداف واضحة وصريحة حتي تستطيع تقييم مدي وصولك إليها وحتي تتعرف علي أشكال وطرق مختلفة للوصول لتلك الأهداف بعد وضعها بشكل واضح ودقيق.
  • تجاهل تلك التعليقات السلبية والمحبطة ممن حولك، فكل مبدع في البداية تمت معاملته كمجنون أو حتي متخلف عقليا حتي وصل لفكرة أو إختراع جديد وأصبح ما قدمه هو المألوف الذي إعتادت الناس علي وجوده وفعله , فإن استسلمت لتلك التعليقات والإحباطات فلن يكون لك مكان بين المبدعين أبدا.
  • لا تخشي الفشل أبدا فهذا هو أكبر عدو للإبداع أن تخشي من فشلك، فكل تجربة تمر بها تحمل لك الدروس والتي يجب ألا تخجل منها ولا تجعلك تيأس من المحاولة بل يجب استثمار فشلك جيدا من خلال التعلم منه وأخذ الخبرات والتعديل عليه حتي تصل إلي مرحلة النجاح.
  • كن مبادرا فالمبادرة سلاح قوي نحو النجاح والإبداع , فكن جريئا في أخذ زمام المبادرة والبدء في العمل.
  • كن دائما متفائل وإيجابي فتمتعك بالتفاؤل والإيجابية سيجعلك تنظر للماكل التي تواجهك من منظور مختلف عما ينظر منه الأشخاص العادييون , فهم يرون أن أي مشكلة تواجههم هي عقبة في طريقة نجاحهم ولكنك حين تكون متفائلا وإيجابيا ستعلم أن تلك المشاكل التي تواجههك ما هي إلا لعبة أو لغز وعليك حله بشكل ممتع ولن تؤثر في عزيمتك تتابع المشاكل عليك .

عليك في النهاية أن تعلم أنه عدم تحليك بأي من تلك الصفات لا يعد نهاية الطريق، بل عليك المثابرة والسعي نحو ثقل تلك الصفات وإكتسابها بشكل جيد حتي تتحول بعد تأصيل تلك الصفات فيك إلي شخص مبدع يغير العالم من حوله طالما رغب في ذلك.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: